''الجمهورية الإسلامية'' التي أشعلت الفتنة
صفحة 1 من اصل 1
''الجمهورية الإسلامية'' التي أشعلت الفتنة
كتب - سامي مجدي:
''طرق غير مرصوفة.. تلال من القمامة.. فقر مدقع.. تكدس سكاني رهيب''.. تلك هي المشاهد التي تصطدم بها فور الدخول إلى جمهورية إمبابة، تلك المنطقة التي شهدت تجمعاً ''سلفياً'' قبل أقل من شهرين خطب فيه الشيخ محمد حسين يعقوب والذي أرجعنا فيه لعصر الغزوات ''بتسميته الاستفتاء على التعديلات الدستورية بنعم بـ ''غزوة الصناديق''، ودعوته لأصحاب لا الذي زعم الشيخ أنهم يريدون تغيير الهوية الإسلامية للدولة وحذف المادة الثانية من الدستور.
إمبابة.. التي تصدرت المشهد السياسي والأمني والإعلامي منذ مساء يوم السبت الماضي وماتزال، إثر الأحداث الطائفية التي وقعت بها ليل السبت والتي أوقعت 13 قتيلاً مصرياً وأكثر من مائتي مصاباً مصرياً أيضاً، ترزخ تحت سيطرت الجماعات الإسلامية، وبخاصة جماعة التكفير والهجرة، التي تفرض سيطرتها على المساجد والزوايا، والجميع يتذكر عندما انتشر الإسلام السياسي في مطلع التسعينات حتى باتت تعرف المنطقة باسم ''جمهورية إمبابة الإسلامية'' وبدأت تشن هجماتها المسلحة ضد الحكومة، والحادثة الأشهر وقتها كما رواها لي الدكتور جمال رجب، أحد سكان المنطقة، هي قصة الطبال ''جابر'' الذي تحول من بلطجي إلى شيخ وأمير جماعة متطرفة عنيفة، فرض سيطرته على شوارع إمبابة لعدة سنوات – على حد قول الدكتور جمال – وتبعه آلاف من شباب المنطقة، بدأوا يفرضوا على النساء لبس ''النقاب'' وحرق محلات بيع شرائط الكاسيت، ويهجمون على الأفراح بحجة أنها تحرض على الفسق، كما يقولون.
وأضاف الدكتور جمال ''إحقاقاً للحق تلك الجماعة كانت لها أعمالاً ''طيبة'' أيضاً مثل مساعدة الفقراء والمحتاجين ومطاردة تجار المخدرات، والمجرمين''.
أغلب من قابلتهم على مدى أكثر من ثلاث ساعات قضيتها بصحبة بعض الشباب على رأسهم الناشط وائل غنيم والدكتور مصطفى النجار والسينارست محمد دياب، مساء يوم الأحد الماضي، يلقون باللائمة على الفقر والحالة المعيشية ''الضنك'' التي يرزخ تحتها سكان إمبابة أحد أكثر مناطق القاهرة الكبرى كثافة سكانية، وقلة في المستوى التعليمي، ووفرة في العاطلين عن العمل الذين يعتبروا وقوداً لأي أعمال شغب وعنف.
المنطقة المحيطة بالكنيسة كان مطوقة بجحافل من قوات الجيش والشرطة وبعض شباب المنطقة (من المسلمين)، وآثار الدمار واضحة على جدراهن المباني حول الكنيسة وعلى الأرض حيث بقايا زجاج المولوتوف وطلقات الرصاص الفارغ، والطوب والحجارة التي تم استخدامها في الاشتباكات.
يوضح الحاج محمود - صاحي مقلى للتسالي – أن الحي به سكان مسيحيون كثيرون بينهم المعتدل والمتطرف كما المسلمين ايضا، فمنهم المعتدل والمتطرف ايضا، مشيراً إلى ''أننا نسكن مع بعض منذ مئات السنين ونعيش في جو أسري غير مشحون، ولم أسمع عن فتنة طائفية في المنطقة منذ ولدت''.
أكد الحاج محمود على رفضه لتلك الأحداث الدخيلة على الحي، وأن أهالي إمبابة لن يسمحوا بوقوع فتنة طائفية التي لن تفرق بين مسلم ومسيحي، مؤكداً أن بعض المسيحيين المتعصبين هم وراء أحداث السبت وليس السلفيين، على حد قوله.
ويقول أحد الأهالي ويدعى جمال السعيد- خلال استماعنا إلى بعضهم – إن ''مجموعة من أصحاب اللحى الطويلة ''سلفيين'' جاءوا إلى المنطقة عصر السبت وتوجهوا إلى الكنيسة بزعم أن هناك فتاة مسيحية أسلمت وتم خطفها واحتجازها بالكنيسة (ماري مينا)، وأن أربعة مشايخ منهم دخلوا الكنيسة، إلا أن هناك بعض المسيحيين على رأسهم عادل لبيب اعترض بشدة على مسألة دخولهم الكنيسة، واتصلوا ببعض الشباب المسيحي الذين تجمعوا بالكنيسة''.
والتقط طرف الحديث شاب يدعى ''أبو صديق'' وأكد إن السبب الرئيسي في الأحداث هو عادل لبيب – صاح المقهى، حيث أنه هو أول من اطلق الرصاص على من تجمعوا أمام الكنيسة للتحقق من مزاعم احتجاز الفتاة بداخلها، مشيراً إلى أن عادل لبيب وأخيه عوني صعدا إلى الدور الأخير في المبنى المجاور للكنيسة وأطلقوا الرصاص في بادئ الأمر.
الملفت في الأمر أننا لم نجد أي من المسيحيين في المنطقة، وأرجع الأهالي سبب هذا إلى ''خوفهم من الخروج من منازلهم أو من الكنيسة''، واشار البعض إلى أن كثير من مسيحيي المنطقة ذهبوا للاعتصام أمام مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون ''ماسبيرو''.
واتضح من خلال كلام الأهالي أن السلفيين وبعض الشباب المسيحي المتعصب هم وراء اندلاع الأحداث، مؤكدين أن بلطجية – يقودهم بعض السلفيين المتعصبين – هم من قادوا التظاهرات بعد منصف ليل السبت، وأنهم هم من أحرقوا كنيسة العذراء التي تبعد عن كنيسة (ماري مينا) نحو 2 كيلو متر، واضرموا النار فيها حتى اتت على كل محتوياتها.
الغريب أيضاً أن أحداً من الأهالي خلال سرد الأحداث لم يذكر الأمن التي اتضح أنها جاءت بعد نحو ساعتين من اندلاع الأحداث في الثامنة مساء السبت، ولم تعترض أية قوى أمنية طريق السلفيين والبلطجية الذين أضرموا النار في كنيسة العذراء.
وفي طريق مغادرتنا استضافنا أنا ووائل غنيم ومحمد دياب وأحد الناشطين الحاج سكر ومعه اثنين من أهال شارع الأقصر في محل بيع مواد بناء يمتلكه بالقرب من كنسة العذراء. يقول الحاج سكر أنه هو وسكان المنطقة حموا المسيحيين الذين يقطنون معه بنفس الشارع، مشيراً إلى أنه وبعض أهالي المنطقة ظلوا ساهرين حتى لا يتعرض أياً من المسيحيين أو ممتلكاتهم للضرر، إلا أنه قالا عاتباً على جاره المسيحي الذي لم يلق عليه السلام في الصباح كعادته بعد الأحداث، ملتمساً له العذر بعد أن تعدى ''بلطجية وسلفيين'' على كنيستين بالمنطقة وهي سابقة لم تشهدها إمبابة من قبل، كما يقول الحاج سكر.
وبعد نحو نصف ساعة مع الحاج سكر، خرجت أنا وغنيم ودياب وصديق آخر واستقلينا ''توك توك'' لتوصيلنا إلى حيث تركنا السيارة، عند قسم شرطة إمبابة، وبفور ركوبنا الـ ''توك توك'' استوقفنا شاب ملتحٍ ''سلفي'' حسبما قال، وأقسم وشدد على أن من مفجرو العنف خلال أحداث إمبابة هم أفراداً من جماعة ''التكفير والهجرة'' وهم من بدأوا بترديد هتافات مثل ''إسلامية اسلامية''. وبالصدفة كان سائق ''التوك توك'' مسيحياً وأقسم هو الآخر أن هذا الشاب السلفي كان من المحرضين أيضاً.
الأمر الذي اتفق عليه من قابلتهم من المسيحيين والمسلمين كان معاقبة المسؤول عن تلك الأحداث، أياً كان من الطرفين دون تمييز. كما أن أغلب المسلمين هناك نفوا علمهم باحتجاز فتاة بداخل الكنيسة، وأنهم علموا ذلك الأمر ''المزعوم وقتها'' من السلفين الذين جاءوا بصحبة الشخص الذي ادعى أنه زوجها.
''طرق غير مرصوفة.. تلال من القمامة.. فقر مدقع.. تكدس سكاني رهيب''.. تلك هي المشاهد التي تصطدم بها فور الدخول إلى جمهورية إمبابة، تلك المنطقة التي شهدت تجمعاً ''سلفياً'' قبل أقل من شهرين خطب فيه الشيخ محمد حسين يعقوب والذي أرجعنا فيه لعصر الغزوات ''بتسميته الاستفتاء على التعديلات الدستورية بنعم بـ ''غزوة الصناديق''، ودعوته لأصحاب لا الذي زعم الشيخ أنهم يريدون تغيير الهوية الإسلامية للدولة وحذف المادة الثانية من الدستور.
إمبابة.. التي تصدرت المشهد السياسي والأمني والإعلامي منذ مساء يوم السبت الماضي وماتزال، إثر الأحداث الطائفية التي وقعت بها ليل السبت والتي أوقعت 13 قتيلاً مصرياً وأكثر من مائتي مصاباً مصرياً أيضاً، ترزخ تحت سيطرت الجماعات الإسلامية، وبخاصة جماعة التكفير والهجرة، التي تفرض سيطرتها على المساجد والزوايا، والجميع يتذكر عندما انتشر الإسلام السياسي في مطلع التسعينات حتى باتت تعرف المنطقة باسم ''جمهورية إمبابة الإسلامية'' وبدأت تشن هجماتها المسلحة ضد الحكومة، والحادثة الأشهر وقتها كما رواها لي الدكتور جمال رجب، أحد سكان المنطقة، هي قصة الطبال ''جابر'' الذي تحول من بلطجي إلى شيخ وأمير جماعة متطرفة عنيفة، فرض سيطرته على شوارع إمبابة لعدة سنوات – على حد قول الدكتور جمال – وتبعه آلاف من شباب المنطقة، بدأوا يفرضوا على النساء لبس ''النقاب'' وحرق محلات بيع شرائط الكاسيت، ويهجمون على الأفراح بحجة أنها تحرض على الفسق، كما يقولون.
وأضاف الدكتور جمال ''إحقاقاً للحق تلك الجماعة كانت لها أعمالاً ''طيبة'' أيضاً مثل مساعدة الفقراء والمحتاجين ومطاردة تجار المخدرات، والمجرمين''.
أغلب من قابلتهم على مدى أكثر من ثلاث ساعات قضيتها بصحبة بعض الشباب على رأسهم الناشط وائل غنيم والدكتور مصطفى النجار والسينارست محمد دياب، مساء يوم الأحد الماضي، يلقون باللائمة على الفقر والحالة المعيشية ''الضنك'' التي يرزخ تحتها سكان إمبابة أحد أكثر مناطق القاهرة الكبرى كثافة سكانية، وقلة في المستوى التعليمي، ووفرة في العاطلين عن العمل الذين يعتبروا وقوداً لأي أعمال شغب وعنف.
المنطقة المحيطة بالكنيسة كان مطوقة بجحافل من قوات الجيش والشرطة وبعض شباب المنطقة (من المسلمين)، وآثار الدمار واضحة على جدراهن المباني حول الكنيسة وعلى الأرض حيث بقايا زجاج المولوتوف وطلقات الرصاص الفارغ، والطوب والحجارة التي تم استخدامها في الاشتباكات.
يوضح الحاج محمود - صاحي مقلى للتسالي – أن الحي به سكان مسيحيون كثيرون بينهم المعتدل والمتطرف كما المسلمين ايضا، فمنهم المعتدل والمتطرف ايضا، مشيراً إلى ''أننا نسكن مع بعض منذ مئات السنين ونعيش في جو أسري غير مشحون، ولم أسمع عن فتنة طائفية في المنطقة منذ ولدت''.
أكد الحاج محمود على رفضه لتلك الأحداث الدخيلة على الحي، وأن أهالي إمبابة لن يسمحوا بوقوع فتنة طائفية التي لن تفرق بين مسلم ومسيحي، مؤكداً أن بعض المسيحيين المتعصبين هم وراء أحداث السبت وليس السلفيين، على حد قوله.
ويقول أحد الأهالي ويدعى جمال السعيد- خلال استماعنا إلى بعضهم – إن ''مجموعة من أصحاب اللحى الطويلة ''سلفيين'' جاءوا إلى المنطقة عصر السبت وتوجهوا إلى الكنيسة بزعم أن هناك فتاة مسيحية أسلمت وتم خطفها واحتجازها بالكنيسة (ماري مينا)، وأن أربعة مشايخ منهم دخلوا الكنيسة، إلا أن هناك بعض المسيحيين على رأسهم عادل لبيب اعترض بشدة على مسألة دخولهم الكنيسة، واتصلوا ببعض الشباب المسيحي الذين تجمعوا بالكنيسة''.
والتقط طرف الحديث شاب يدعى ''أبو صديق'' وأكد إن السبب الرئيسي في الأحداث هو عادل لبيب – صاح المقهى، حيث أنه هو أول من اطلق الرصاص على من تجمعوا أمام الكنيسة للتحقق من مزاعم احتجاز الفتاة بداخلها، مشيراً إلى أن عادل لبيب وأخيه عوني صعدا إلى الدور الأخير في المبنى المجاور للكنيسة وأطلقوا الرصاص في بادئ الأمر.
الملفت في الأمر أننا لم نجد أي من المسيحيين في المنطقة، وأرجع الأهالي سبب هذا إلى ''خوفهم من الخروج من منازلهم أو من الكنيسة''، واشار البعض إلى أن كثير من مسيحيي المنطقة ذهبوا للاعتصام أمام مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون ''ماسبيرو''.
واتضح من خلال كلام الأهالي أن السلفيين وبعض الشباب المسيحي المتعصب هم وراء اندلاع الأحداث، مؤكدين أن بلطجية – يقودهم بعض السلفيين المتعصبين – هم من قادوا التظاهرات بعد منصف ليل السبت، وأنهم هم من أحرقوا كنيسة العذراء التي تبعد عن كنيسة (ماري مينا) نحو 2 كيلو متر، واضرموا النار فيها حتى اتت على كل محتوياتها.
الغريب أيضاً أن أحداً من الأهالي خلال سرد الأحداث لم يذكر الأمن التي اتضح أنها جاءت بعد نحو ساعتين من اندلاع الأحداث في الثامنة مساء السبت، ولم تعترض أية قوى أمنية طريق السلفيين والبلطجية الذين أضرموا النار في كنيسة العذراء.
وفي طريق مغادرتنا استضافنا أنا ووائل غنيم ومحمد دياب وأحد الناشطين الحاج سكر ومعه اثنين من أهال شارع الأقصر في محل بيع مواد بناء يمتلكه بالقرب من كنسة العذراء. يقول الحاج سكر أنه هو وسكان المنطقة حموا المسيحيين الذين يقطنون معه بنفس الشارع، مشيراً إلى أنه وبعض أهالي المنطقة ظلوا ساهرين حتى لا يتعرض أياً من المسيحيين أو ممتلكاتهم للضرر، إلا أنه قالا عاتباً على جاره المسيحي الذي لم يلق عليه السلام في الصباح كعادته بعد الأحداث، ملتمساً له العذر بعد أن تعدى ''بلطجية وسلفيين'' على كنيستين بالمنطقة وهي سابقة لم تشهدها إمبابة من قبل، كما يقول الحاج سكر.
وبعد نحو نصف ساعة مع الحاج سكر، خرجت أنا وغنيم ودياب وصديق آخر واستقلينا ''توك توك'' لتوصيلنا إلى حيث تركنا السيارة، عند قسم شرطة إمبابة، وبفور ركوبنا الـ ''توك توك'' استوقفنا شاب ملتحٍ ''سلفي'' حسبما قال، وأقسم وشدد على أن من مفجرو العنف خلال أحداث إمبابة هم أفراداً من جماعة ''التكفير والهجرة'' وهم من بدأوا بترديد هتافات مثل ''إسلامية اسلامية''. وبالصدفة كان سائق ''التوك توك'' مسيحياً وأقسم هو الآخر أن هذا الشاب السلفي كان من المحرضين أيضاً.
الأمر الذي اتفق عليه من قابلتهم من المسيحيين والمسلمين كان معاقبة المسؤول عن تلك الأحداث، أياً كان من الطرفين دون تمييز. كما أن أغلب المسلمين هناك نفوا علمهم باحتجاز فتاة بداخل الكنيسة، وأنهم علموا ذلك الأمر ''المزعوم وقتها'' من السلفين الذين جاءوا بصحبة الشخص الذي ادعى أنه زوجها.
مواضيع مماثلة
» القمص عبد المسيح بسيط يصدر بيان لرئيس الجمهورية وبلاغا للنائب العام ضد ابو اسلام
» المجلس العسكرى:إجراءات رادعة للحفاظ على الوحدة الوطنية ووأد الفتنة
» «السلفية» تحاول احتلال إمبابة منذ «الثمانينيات».. و«الفتنة» عنصر وافد على المكان
» بباوي يطالب في حضور البابا شنودة بتطبيق القاعدة الإسلامية "اتركهم لما يدينون"
» هذه طرق الرجل التي يجب ان يعامل بها المرأة
» المجلس العسكرى:إجراءات رادعة للحفاظ على الوحدة الوطنية ووأد الفتنة
» «السلفية» تحاول احتلال إمبابة منذ «الثمانينيات».. و«الفتنة» عنصر وافد على المكان
» بباوي يطالب في حضور البابا شنودة بتطبيق القاعدة الإسلامية "اتركهم لما يدينون"
» هذه طرق الرجل التي يجب ان يعامل بها المرأة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى