ماجد فايز يكتب :: من هو المفكر القبطي؟
صفحة 1 من اصل 1
ماجد فايز يكتب :: من هو المفكر القبطي؟
في كل مرة تشهد بلادنا الحبيبة مصر حادثا طائفياً تهرع وسائل الإعلام إلي البحث عمن تسميهم مفكرين أقباطاً ليدلوا بدلوهم في الأمر. ولأن هذا اللقب عظيم ويفترض ألا يحمله كل من هب ودب.
فإنني أريد أن أحاول في هذه السطور صياغة تعريف لمن هو المفكر القبطي من وجهة نظري المتواضعة. وأؤكد أنني لا أريد بهذا المقال أن أنسب إلي نفسي شيئاً وأجرد الآخرين منه. كما أن التعريق الذي سأقدمه ليس أكاديمياً بل مجرد رأي قد يصيب وقد يخطيء.
بداية من البديهي أن يكون المفكر القبطي مسيحياً. ولكنه ليس كذلك بالاسم بل له حياة روحية مارس فيها أسرار الكنيسة المقدسة وعرف تعاليمها ونفذها بحسب طاقته. تكمن أهمية ذلك في أن بعض القضايا المسيحية المطروحة للنقاش الآن ليست مسائل فكرية خالصة يمكن البت فيها بالعقل والمنطق فحسب. بل هي حياة معاشة لا ينبغي أن يتصدي للإفتاء فيها غير المجربين للسيرة المسيحية الحقة. فرأي المفكر المسيحي الذي يصوم ويصلي ويتعفف عن اشتهاء امرأة لئلا يزني بها في قلبه في مسألة الحكم بمنع الطرف الزاني من الزواج الثاني سيكون مختلفاً بالطبع عمن لا يفعل. فالأول سيري أن الطرف الزاني يدفع ثمن فعلته ويستطيع أن يكفر عنها بالحياة الروحية المستقيمة فيما بقي له من عمر علي الأرض. أما الآخر فسيجد ذلك مستحيلاً ومنافياً للطبيعة البشرية لأنه ببساطة لم يجرب أن يتعالي عن شهواته أو يروضها بالعبادات المسيحية المتنوعة.
الأمر الثاني الذي يجب من وجهة نظري علي المفكر القبطي امتلاكه هو معرفة جامعة مانعة لتاريخ الكنيسة القبطية بدءاً من دخول المسيحية أرض مصر مروراً بتاريخ باباوات الإسكندرية ومشاهير الأقباط علي مر العصور علاوة علي الإلمام بالحوادث السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي عاشتها الكنيسة القبطية والتأثير المتبادل بينهما. ويشمل ذلك أيضا دراية بالبدع والهرطقات التي واجهتها الكنيسة وكيفية تصديها لها. والمسألة الأخيرة غاية في الأهمية لاسيما أن كثيراً من المشاكل التي نواجهها في زمننا الحاضر ما هي إلا تكرار لبدع قديمة سبق وانتصرت عليها الكنيسة. لذا ينبغي أن يكون المفكر علي وعي بها حتي لا يهدر الوقت في إعادة اختراع العجلة!
ويستتبع المعرفة بتاريخ الكنيسة إلمام بتشريعاتها وقوانينها. وبالطبع تستمد الكنيسة قوانينها أولاً من الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ثم التقليد الرسولي. بعد ذلك تدرس القوانين والأحكام الصادرة عن المجامع المسكونية بما فيها مجمع خلقيدونية المرفوض من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. علاوة علي ذلك هناك المجامع المحلية والإقليمية مثل مجمع أنقرة وغيره. كما يجب علي المفكر القبطي أيضا الإحاطة بقوانين الآباء الكبار من أمثال القديس يوحنا ذهبي الفم بطريرك القسطنطينية والبابا السكندري كيرلس الكبير وغيرهم من الآباء الأولين. كما عليه أن يلم بقوانين الكاتب القبطي صفي الدين ابن العسال الذي سطرها في مؤلفه المشهور باسم "المجموع الصوفي" إبان زمن الدولة الأيوبية. وهناك مصادر أخري كثيرة للقوانين الكنسية لا يتسع المجال هنا لذكرها.
ويبقي بعد ذلك علي أي مفكر قبطي أن يكون علي علم واسع بالديانات والملل الأخري السماوية منها وغير السماوية. ومن شأن ذلك أن يمنحه نظرة شاملة علي معتقدات الإنسان فيزداد فهماً لخصوصية عقيدته.
ولكن علي أهمية تلك الثقافة الموسوعية. فإنها لا تكفي لإطلاق صفة المفكر علي حائزها. فقد يقول قائل إن أي دارس في الكليات الإكليريكية يعرف تلك الأمور بل ويحفظها عن ظهر قلب فهل كل مسيحي إكليريكي هو مفكر قبطي؟ بالطبع لا! فهناك التدبر والتفكير والقياس علي ما سبق وواجهته الكنيسة من قضايا ومعضلات فكرية.. وأخيراً وليس آخراً توجد النعمة التي يمنحها الخالق لمن يشاء فيفتح ذهنه وينير بصيرته ويملأه من حكمته وعندها يصبح المفكر مفكراً قبطياً حقاً.
فإنني أريد أن أحاول في هذه السطور صياغة تعريف لمن هو المفكر القبطي من وجهة نظري المتواضعة. وأؤكد أنني لا أريد بهذا المقال أن أنسب إلي نفسي شيئاً وأجرد الآخرين منه. كما أن التعريق الذي سأقدمه ليس أكاديمياً بل مجرد رأي قد يصيب وقد يخطيء.
بداية من البديهي أن يكون المفكر القبطي مسيحياً. ولكنه ليس كذلك بالاسم بل له حياة روحية مارس فيها أسرار الكنيسة المقدسة وعرف تعاليمها ونفذها بحسب طاقته. تكمن أهمية ذلك في أن بعض القضايا المسيحية المطروحة للنقاش الآن ليست مسائل فكرية خالصة يمكن البت فيها بالعقل والمنطق فحسب. بل هي حياة معاشة لا ينبغي أن يتصدي للإفتاء فيها غير المجربين للسيرة المسيحية الحقة. فرأي المفكر المسيحي الذي يصوم ويصلي ويتعفف عن اشتهاء امرأة لئلا يزني بها في قلبه في مسألة الحكم بمنع الطرف الزاني من الزواج الثاني سيكون مختلفاً بالطبع عمن لا يفعل. فالأول سيري أن الطرف الزاني يدفع ثمن فعلته ويستطيع أن يكفر عنها بالحياة الروحية المستقيمة فيما بقي له من عمر علي الأرض. أما الآخر فسيجد ذلك مستحيلاً ومنافياً للطبيعة البشرية لأنه ببساطة لم يجرب أن يتعالي عن شهواته أو يروضها بالعبادات المسيحية المتنوعة.
الأمر الثاني الذي يجب من وجهة نظري علي المفكر القبطي امتلاكه هو معرفة جامعة مانعة لتاريخ الكنيسة القبطية بدءاً من دخول المسيحية أرض مصر مروراً بتاريخ باباوات الإسكندرية ومشاهير الأقباط علي مر العصور علاوة علي الإلمام بالحوادث السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي عاشتها الكنيسة القبطية والتأثير المتبادل بينهما. ويشمل ذلك أيضا دراية بالبدع والهرطقات التي واجهتها الكنيسة وكيفية تصديها لها. والمسألة الأخيرة غاية في الأهمية لاسيما أن كثيراً من المشاكل التي نواجهها في زمننا الحاضر ما هي إلا تكرار لبدع قديمة سبق وانتصرت عليها الكنيسة. لذا ينبغي أن يكون المفكر علي وعي بها حتي لا يهدر الوقت في إعادة اختراع العجلة!
ويستتبع المعرفة بتاريخ الكنيسة إلمام بتشريعاتها وقوانينها. وبالطبع تستمد الكنيسة قوانينها أولاً من الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ثم التقليد الرسولي. بعد ذلك تدرس القوانين والأحكام الصادرة عن المجامع المسكونية بما فيها مجمع خلقيدونية المرفوض من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. علاوة علي ذلك هناك المجامع المحلية والإقليمية مثل مجمع أنقرة وغيره. كما يجب علي المفكر القبطي أيضا الإحاطة بقوانين الآباء الكبار من أمثال القديس يوحنا ذهبي الفم بطريرك القسطنطينية والبابا السكندري كيرلس الكبير وغيرهم من الآباء الأولين. كما عليه أن يلم بقوانين الكاتب القبطي صفي الدين ابن العسال الذي سطرها في مؤلفه المشهور باسم "المجموع الصوفي" إبان زمن الدولة الأيوبية. وهناك مصادر أخري كثيرة للقوانين الكنسية لا يتسع المجال هنا لذكرها.
ويبقي بعد ذلك علي أي مفكر قبطي أن يكون علي علم واسع بالديانات والملل الأخري السماوية منها وغير السماوية. ومن شأن ذلك أن يمنحه نظرة شاملة علي معتقدات الإنسان فيزداد فهماً لخصوصية عقيدته.
ولكن علي أهمية تلك الثقافة الموسوعية. فإنها لا تكفي لإطلاق صفة المفكر علي حائزها. فقد يقول قائل إن أي دارس في الكليات الإكليريكية يعرف تلك الأمور بل ويحفظها عن ظهر قلب فهل كل مسيحي إكليريكي هو مفكر قبطي؟ بالطبع لا! فهناك التدبر والتفكير والقياس علي ما سبق وواجهته الكنيسة من قضايا ومعضلات فكرية.. وأخيراً وليس آخراً توجد النعمة التي يمنحها الخالق لمن يشاء فيفتح ذهنه وينير بصيرته ويملأه من حكمته وعندها يصبح المفكر مفكراً قبطياً حقاً.
مواضيع مماثلة
» هاني شكري يكتب: الله الذي في إمبابة
» اسد ميدان التحرير .. النقيب ماجد جمال بولس
» محمد صلاح العزب يكتب
» د. نجيب جبرائيل يكتب : بناء الكنائس: الغلط فين؟!
» عبد صموئيل فارس يكتب :ليله لم ينم فيها البابا؟!
» اسد ميدان التحرير .. النقيب ماجد جمال بولس
» محمد صلاح العزب يكتب
» د. نجيب جبرائيل يكتب : بناء الكنائس: الغلط فين؟!
» عبد صموئيل فارس يكتب :ليله لم ينم فيها البابا؟!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى